اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 93
واجتنب عن الربوا ونهى نفسه عنه فَلَهُ أخذ ما سَلَفَ قبل ورود الموعظة لا يسترده شرعا وَأَمْرُهُ مفوض إِلَى اللَّهِ يجازيه عن الانتهاء بأحسن الجزاء ان كان من اصحاب العزيمة والقبول او يعاقب عليها ان كان من ذوى التزلزل والاضطراب وَمَنْ عادَ ورجع سيما بعد ما سمع الموعظة وانتهى عنها فَأُولئِكَ العادون الراجعون هم أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ دائمون مستمرون ما شاء الله
ومن سنته سبحانه انه يَمْحَقُ اللَّهُ العليم الحكيم الرِّبا اى يذهب بركته ويهلك المال الذي يدخل هي فيه وَيُرْبِي اى يزيد وينمى المال الذي يخرج منه الصَّدَقاتِ ويضاعف ثوابها ويبارك على صاحبها كما أشار اليه صلّى الله عليه وسلّم بقوله ما نقصت زكاة من مال قط وَاللَّهُ المتجلى بالتجلى الحبى لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ ستار مصر على تحليل المحرمات أَثِيمٍ بارتكاب المحظورات مجترئ على ترك المأمورات
ثم قال سبحانه إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا بالله الواحد الأحد الصمد الفرد الوتر في ذاته وبرسوله المرسل من عنده وبجميع ما جاء به من الأوامر والنواهي وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ اى الأعمال المأمورة لهم تتميما لإيمانهم وتأكيدا له وَلا سيما قد أَقامُوا الصَّلاةَ المفروضة لهم بمقتضى الكتاب الإلهي وَايضا آتَوُا الزَّكاةَ المكتوبة عليهم فيه لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ من ترقب مولم وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ من فوت مسر ملذ بل لهم جميع ما ينبغي لهم ويليق بحالهم بالفعل بلا انتظار وترقب
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ اى مقتضى ايمانكم اختيار التقوى عن محارم الله والعزيمة الخالصة في جميع الأعمال المأمورة لكم والاجتناب عن الرخص سيما عن المناهي وَذَرُوا واتركوا ما بَقِيَ لكم مِنَ الرِّبا عند الغرماء إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ موقنين بحرمة الربوا وبسر حرمته وحكمة منعه
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ولم تمتثلوا بما أمرتم ولم تتيقنوا سر ما منعتم منه فَأْذَنُوا اى انتظروا وترقبوا بِحَرْبٍ عظيم نازل مِنَ اللَّهِ المتجلى باسمه المنتقم وَمن رَسُولِهِ التابع له المتخلق بأخلاقه وَإِنْ تُبْتُمْ عن الارتباء والانتماء على هذا الطريق الأخس الأدنى فَلَكُمْ في دينكم هذا رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ على السواء بحيث لا تَظْلِمُونَ أنتم بأخذ الزيادة وإتلاف مال الغريم بلا عوض وَايضا لا تَظْلِمُونَ ولا تتضررون أنتم بالمطل والتسويف في الأداء والتأخير فيه
وَإِنْ كانَ الغريم الذي عليه رؤس أموالكم ذُو عُسْرَةٍ لا يقدر على أداء حقوقكم دفعة فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ اى فعليكم ان تنظروه وتمهلوه الى وقت ايساره ثم تأخذوا وَأَنْ تَصَدَّقُوا اى تصدقكم بها على ذي عسرة خَيْرٌ لَكُمْ عند الله يجازيكم به جزاء لا يدرك كنهه الا هو إذ إدخال السرور في قلب المؤمن سيما في هذه الحالة يوازى عند الله عمل الثقلين إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ هذا تتصدقون بها البتة
وَبالجملة اتَّقُوا يَوْماً واى يوم يوما تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ المسقط لجميع الإضافات المطلع على جميع الحالات منسلخين عن عموم ما أنتم عليه في الدنيا مؤاخذين عليها لتحاسبوا عن نقير وقطمير ثم تجازوا عليها ثُمَّ تُوَفَّى وتجزى كُلُّ نَفْسٍ على مقتضى ما كَسَبَتْ من خير وشر وظلم وجور وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ أصلا لا بتنقيص الثواب ولا بتضعيف العقاب بل كل نفس فيها رهينة بما كسبت. وعن ابن عباس رضى الله عنهما انها آخر آية نزل بها جبريل عليه السّلام وقال ضعها في رأس المأتين والثمانين من البقرة وعاش رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعدها أحدا وعشرين يوما وقيل أحدا وثمانين وقيل سبعة ايام وقيل ثلاث ساعات وعليك ايها المؤمن المتوجه الى تصفية الذات يسر الله عليك أمرك ان تدخر لنفسك من هذه الآية من الزاد ما لا يسعه
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 93